كلمة الإدارة |
![]() | |
![]() | ![]() |
![]() | ![]() |
![]() | ![]() |
واحــة عـــااامة لكل المواضيع العامه المنوعه والنقاشات الهادفه |
|
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: ![]() | انواع عرض الموضوع |
#1 | |||||||||||
| |||||||||||
![]() عندما كبرنا .. أدركنا.. ولم ينفعنا إدراكنا لطالما تمنّينا أن نكِبر ... وكأنه الحلم العظيم حلم الهروب من قيود الطفولة إلى حرية موهومة. كنا نحسبُ أن النضج امتياز وأنّ عالم الكبار مليء بالقرارات الحرّة والثياب الأنيقة والمشي بثقة في الشوارع دون وصاية. لم نكن نعلم أن خلف كل " كبرنا " أبواب من المسؤوليات وممرات ضيقة من الضغوط وأن الحياة لا تُفرّق بين من كان يستعجلها ومن كان يود لو يؤجلها قليلاً. حين تُرينا الحياة وجهها الحقيقي لا تبدو رومانسية كما كنا نرسمها في دفاترنا. بل تصبح كأنها كائن ضخم يختبر صبرنا كل صباح ويعيد تقليب جراحنا كل مساء. نتمنى أحياناً .. لو نختبئ خلف ستائر الطفولة من جديد حيث أبسط الأحزان تُحل بقطعة حلوى وأكبر الهموم تنتهي بنومٍ عميق. أجل .. احذر مما تتمنى. فالتمنّي أحياناً .. يشبه فتح باب لا تعرف ما خلفه. وبعض الأمنيات تُلبّى ولكن بثمنٍ لا يخطر لك على بال. نحن لا نيأس من رحمة الله لكننا نضيق أحياناً حتى نكاد نختنق ونبحث في قلوب من حولنا عن صدور واسعة تحتوي ما لا يُقال. لسنا بحاجة إلى من يقارن جراحنا بنِعمنا بل نحتاج فقط إلى من يفهم أن الإنسان قد يتألم رغم الشكر ويحزن رغم الإيمان. نحتاج إلى من يصغي دون حكم إلى من يربت على الكتف لا ليمسح دمعة بل ليقول .. أنا هنا.. وسيمرّ هذا الوقت أيضاً. أحياناً لا نريد شيئاً لا نصيحة لا موعظة لا دعم. نريد فقط عزلة. ننسحب من ضوضاء الخارج لنرمم ما تهشّم في الداخل. نرسم على جدران وحدتنا خريطةً للرجوع إلينا.. إلينا نحن قبل أن تطمسنا الحياة. ومع كل هذا... تبقى هناك أمنية واحدة لا نخشى أن نتمنّاها ولا نخاف أن تُستجاب .. " ربي توفني مسلماً وألحقني بالصالحين ". لأنها الأمنيّة الوحيدة .. التي حين تُلبّى لا تترك حسرةً في القلب بل نوراً في الطريق. الحريصي .. |
مواقع النشر |
يتصفح الموضوع حالياً : 31 (0 عضو و 31 ضيف) | |
![]() | |
, , , |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|