ثواب وآثار محبة النبي صلى الله عليه وسلم
أ. صالح بن أحمد الشامي
ثواب وآثار محبة النبي صلى الله عليه وسلم
أخرج الشيخان وغيرهما من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين»[1].
وأخرج البخاري والنسائي، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فوالذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده»[2].
والحديثان من الوضوح بحيث لا حاجة إلى أي شرح، وقد قال الحافظ ابن حجر: وفي كلام القاضي عياض: أن ذلك شرط في صحة الإيمان[3]. ولا شك في ذلك.
حب النبي صلى الله عليه وسلم مقرون بحبه تعالى:
قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾[4].
وعن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر، كما يكره أن يقذف في النار»[5].
كمال الحب وكمال الإيمان:
أخرج البخاري، عن عبدالله بن هشام قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا، والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك» فقال له عمر: فإنه الآن، والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الآن يا عمر»[6].