هواي تهامي ..
أما والله لو عرفكِ الهوى
لعلم أنكِ تهاميُّة الهوية والنبض
والعين التي لا ترى سواكِ.
يا غزالاً لا يمشي
بل يرقص بين ضلوعي منتشياً
كأنكِ خُلقْتِ من ندى الفجر وماء الورد
ومُسِح على جبينكِ طُهرُ البلاد وسُلافُ القصائد.
ما بين نقشٍ شاميٍّ على كفّكِ
وحريرٍ انسدل على كتفكِ
وجيدٍ يضيءُ كالهلال
في مطالع العشق الأولى
رأيت فيكِ كُلّ الجهات تميل
وكُلّ الأصوات تخفت
ليعلو صوتكِ وحدكِ في قلبي.
ساقني إليكِ خضابكِ
وانجذبتُ إلى تفاصيلكِ
كما ينجذب الليل لضوء القمر.
لم تكوني مجرّد وجه
بل موسمٌ بكامل أناقته
صوتُكِ دفء الشتاء إن طال برده
وعيناكِ وعدُ المطر على أرضٍ ظمأى.
أنتِ لست فقط من الجنوب
أنت الجنوب إذا غنّى
وإذا هام
وإذا عشق.
أنت لهجة المطر
حين يهمس على النوافذ
ونبض القصائد
حين تتكسر حروفها من فرط الشوق.
آه يا صاحبتي …
ما بين “الا لا” الأولى
وهمس النسيم في هدأة السَحر
كُتِب اسمكِ على جدار قلبي
بحروفٍ من زهر
حتى لهجتي بدت تُشبهكِ
وطريقتي في الحُب تهامِيّة النَبرة
كأنكِ سكنتيني
أو كأنني أنا الذي سكنكِ.
أتعلمين
كلما رأيتكِ
تهامى في عيني ضوءٌ
كأنكِ صبحٌ خرج من عباءة ليلٍ طويل.
يا مَن خضبتِ خدّكِ بخجل الرمان
وغزلتِ خطواتكِ من ندى السواقي
كل ما فيكِ…
يُشبه القصيد حين يكون صادقاً.
وإن سألتيني كيف عشقتكِ
قلت ..
عشقتكِ كما تعشق تهامة سَحابها
بلهفةٍ، ووفاء
وانتظارٍ طويل.
" هواي تهامي "
الحريصي ..
